-
"مجزرة علي الوحش" في مخيم اليرموك على يد النظام السوري
في الخامس من كانون الثاني 2014، تعرض مئات الأشخاص في مخيم اليرموك جنوبي دمشق لمصير مأساوي على يد النظام السوري والميليشيات الموالية له، حيث تم إخفاء جثثهم بعد أن منحوا الأمان للخروج من المخيم المحاصر. وقد أطلقت هذه الحادثة لاحقًا اسم "مجزرة علي الوحش".
في تلك الفترة، كانت حالة المحاصرين في مخيم اليرموك مأساوية، حيث وصلت الأمور إلى حد أكل بعضهم لأوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة. ظهرت شائعات حول فتح ممر إنساني للخروج من المخيم، ولكن لم يكن هؤلاء الأشخاص يعلمون أن هذا الممر سيكون بمثابة مصيدة لهم.
بدأ الأشخاص في التوافد إلى شارع "علي الوحش" الواصل بين بلدتي يلدا وحجيرة، حيث كانوا يأملون في الخروج من حصارهم المأساوي. عند وصولهم إلى حاجز "علي الوحش"، الذي يسيطر عليه ميليشيا "أبو الفضل العباس" الموالية للنظام، تم توزيع بعض الطعام كتشجيع لبقية السكان على الخروج. وفي الساعة العاشرة صباحًا، بدأت العناصر في فصل الشباب عن الأطفال والنساء وكبار السن، وفي تلك اللحظات، قام النظام بقصف المتجمعين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وفقًا لشهادات الناجين، فقد تم إجبار المدنيين على رمي أوراقهم الشخصية وهوياتهم في براميل ثم حرقها، وتم إعادة النساء إلى يلدا بعد تعرضهن للضرب. تم اعتقال أكثر من 1200 مدني، بينهم كبار السن والأطفال والنساء. تم نقل المعتقلين إلى فروع للنظام في ميسلون ونجها، حيث تعرضوا لتعذيب وقتل ممنهج، وأودى الإهمال الطبي بحياة أكثر من 800 منهم.
اقرأ المزيد: نظام الأسد يعتقل محامي سوري بعد انتقادات جريئة على الفيسبوك
تمت عمليات التعذيب والتصفية الجسدية ضد المعتقلين، وتعرضوا للأذى والقتل بطرق وحشية. في حين أُفرج عدد قليل بعد نجاتهم من الاعتقال والتعذيب، بقي العديد تحت وطأة التعذيب والقتل.
تم فرض حصار كامل على مخيم اليرموك في عام 2013، حيث منعت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها دخول المواد الغذائية والإغاثة الطبية. منع الأهالي من الخروج والدخول، وسيطرت حواجز الأمن على المنافذ الرئيسية، وتم تجويع وحرمان المدنيين من حقوقهم الأساسية.
خلال هذه الفترة، قضى العديد من السكان داخل المخيم جوعًا ونقصًا في الرعاية الطبية، مما أسفر عن وفاة العديد منهم. إجمالًا، كانت "مجزرة علي الوحش" حادثة بشعة تجسد المعاناة والإجرام التي تعرض لها المدنيون في سوريا خلال النزاع الطويل.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!